الشعر ومجلس الامن

 



تجمعتم من كل شعب وأمة              ***  ولون لحفظ السلمِ هل حفظ السلمُ
وهل رفع الحق الذليل جبينه            ***  وهل نحن بتنا لا يروعنا الظلمُ
أماني كالأحلام زخرفها الكرى            ***   وقل علي الأيام أن يصدق الحلم
سمعنا كلاما لذّ في السمع وقعه       ***  ورب لذيذ شاب لذّته السّمُ
أرى الدول الكبرى لها الغُنم وحدها  *     **   وقد عادت الصغرى على رأسها الغرم
متى عفت الذئبان عن لحم صيدها ***  وقد أمكنتها من مقاتلها البهم
ألا كل أمة ضائع حقها سدا             ***   إذا لم يؤيد حقها المدفع الضخم.

يعتبر كاتب هذه القصيدة من الشعراء المعاصرين رغم انه غير معروف وذلك يتضح بجلاء من خلال مطلع القصدة لكون الشاعر يوجه فيه الخطاب لمجلس الأمن الدولي ؛وهناك تقاطع بل تداخل كبير بين هذه القصيدة وقصيدة الشاعر السوري علي الجندي والتي عنوانها "مجلس الخوف لا مجلس الأمن"

ظروف كتابة علي الجندي للقصيدة

بسبب  انتفاضة الاستقلال والتي تعرف أيضًا باسم  الاحتجاجات السورية لسنة 1945 ، وهي مظاهرات عمّت دمشق ومدنًا سوريّة أخرى ، والتي تزامنت  مع الوقت الذي كان فيه مندوبو 50 دولة مجتمعين في سان فرانسيسكو بأمريكا للنظر في الوسائل التي تكفل الأمن الدولي وتكف عادية المعتدي كان ممثل فرنسا في سوريا الجنرال {أوليفا روجيه}  يقذف العاصمة وأقدم مدن العالم بوابل من القنابل تدك أحياءها على أحيائها بلا شفقة ولا رحمة فتلفت الشعر إلى سان فرانسيسكو يعجب لهذه المفارقات المضحكة المبكية فكيف تقابل احتجاجات بقصف دمشق بالمدفعية الثقيلة واحتلال مبنى البرلمان

ترجمة الشاعر

علي محمد الجندي (1928 - 2009) شاعر سوري ولد بمدينة السلمية، وبها نشأ ودرس ثم انتقل الى دمشق، حيث تخرّج بشهادة إجازة في الفلسفة من جامعة دمشق عام 1956، عمل مديرًا للدعاية والأنباء في دمشق ثم في الصحافة في كل من دمشق وبيروت، ، وهو أحد الأعضاء المؤسّسين لاتحاد الكتاب العرب في عام 1962 ونائباً للرئيس منذ سنة 1969. يعدّ من روّاد حركة تجديد القصيدة العربية في سوريا منذ مطلع الستينات توفي في اللاذقية ووري جثمانه الثرى بالسلمية يوم 7غشت 2009. له دواوين شعرية عديدة ومؤلفات ودراسات أدبية

 

                         ” مجلس الخوف لا مجلس الأمن”

 

تجمعتم من كل جنس وأمة  ولون            لحفظ السلم هل حفظ السلم

أرى الدول الكبرى لها الغنم وحدها          وقد عادت الصغرى على رأسها الغرم

يخيل لي أن الوفود تفرقت                  ولم يندمل من طيب الكَلِم الكَلْم

مواثق معناها يكذب لفظها                       فظاهرها  بر وباطنها إثم

وتأويلها عند القوي فمن لنا                 أن نضمن الإنصاف والحكم الخصم

متى عفت الذئاب عن لحم صيدها          وقد أمكنتها من مقاتلها البهم

ألا كل شعب ضائع حقه سدى               إذا لم يؤيد حقه المدفع الضخم

 

                                                            علي الجندي